لقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبي الله موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه فكان ردهم الاستهزاء قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {46} فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ {47} ) [سورة الزخرف ].
لقد أخبر القرآن الكريم عن كوارث حلت بمصر في حقبة من تاريخ من تاريخ البشرية في زمن المملكة الوسطى في مصر وعن أسباب هذه الكوارث بشيء من التفصيل قبل أكثر من 1400سنة فقد كانت الحضارة الفرعونية مندثرة ومدفونة تحت طبقات من الرمان الصحراوية في وادي الملوك بمصر عند مبعثه صلى الله عليه وسلم ولم تسمع بها قريش ولا حتى أهل مصر أنفسهم، لم يكونوا يعرفوا شيئاً عن تفاصيلها إلا بعض الأساطير والأخبار المغلوطة وبعض الإشارات الغامضة في التوراة والتي كان الكثير منها مليئاً الأخطاء التاريخية، ولم تتمكن البشرية من اكتشاف أسرار الحضارة الفرعون إلا في مطلع القرن الثامن عشر عند وصول الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون والذي أصطحب معه عالم الآثار الشهير شامبليون الذي أكتشف حجر رشيد والذي تم من خلاله فك رموز الكتابة الفرعونية .
أما الكوارث التي حلت بمصر لم تكتشف إلا في عام 1909 عندما عثر علماء الآثار على كتاب من ورق البردي دون عليه أحد رجال قصر فرعون النكبات التي حلت بمصر في عصر المملكة الوسطى ولقد تم الاحتفاظ بهذا المخطوط الهام في متحف " ليدن " في هولندا ولقد قام بترجمه الباحث والخبير في تاريخ مصر القديمة أ. هـ كاردنير (A.H.Gardiner).
وإليكم بعض عبارات من لوح البردي بعد ترجمته:
الوباء في كل أنحاء الأرض، الدم في كل مكان (205)
النهر هو كالدم (1)
نتيجة للهلاك الذي حل البارحة لقد استلقى الناس متعبين مثل الكتان المقطع (2)
إن مصر الدنيا تبكي، القصر بكامله دون موارده التي كان ترده من القمح والشعير والأوز والسمك (3)
المغفرة لقد هلكت البذور في كل جانب (4)
إن الارتباك والضجة المخيفة امتدت في كل الأرض لم يكن هناك خروج من القصر ولم يستطع أحد رؤية وجه رفيقه لمدة تسعة أيام لقد تدمرت البلدان بالمد المحتوم لقد عانت مصر العليا من الخراب .. الدم في كل مكان وكان ينتشر الطاعون في جميع أنحاء البلاد لا أحد حقاً سيبحر إلى بيبلوس اليوم ماذا سنفعل من أجل الأوز من أجل موميائنا ؟ لقد نضب الذهب (5)
لقد عاد الرجال مشمئزين من تذوق الكائنات الحية وهم متعطشين للماء (6)
ذلك هو ماءنا وتلك هي سعادتنا ماذا ستنفل بالنسبة لذلك ؟ كل شيء تدمر (7) .
لقد تدمرت البلدان وأصبحت مصر العليا قاحلة (
لقد انقلبت المساكن بلحظة (9)
إن سلسلة الكوارث التي حلت بشعب مصر بحسب هذه الوثيقة ( البردي) تتوافق تماماً مع وصف القرآن لهذه المحنة (10)
وورق البردي الذي وصف الكوارث التي حلت بمصر في عصر المملكة الوسطى لهو شاهد أن القرآن الكريم هو كتاب رب العالمين المنزل على قلب نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ..
فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم راعي الغنم قبل 1400 سنة عن هذه الأخبار التي يتوصل العلم الحديث إليها إلا في مطلع القرآن التاسع عشر إنه رب العالمين ..
وصدق رب العالمين حين قال وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [سورة ص].