أنت في لندن سنجابة حب ،تأكل السكر والفستق ،من بين يديا..عربشت فوق قميصي ،عربشت فوق ضلوعي ،عربشت فوق عروقي ،واختفت في كنزة الصوف التي ألبسها ،تجمع المشمش والزعتر والنعناع والعشب الطريا.....
أنت في منفاي سنجابة عمري ،وأنا في لندن ،تبهرني حريتي ،جسدي يبهرني ،لغتي تبهرني ،دهشتي تدهشني ،فكأني لم أكن في الذات يوم عربيا ،كلما شاهدني الناس صباحا خارجا من تحت أهدابك ، ظنوني
نبيا..
إنها تمطر فروا ،منذ أيام ،فما أحلى المطر..إنها تمطر عشقا ،عن يميني!!! وشمالي ،وورائي وأمامي ،وأنا أطفو على بحر رمادي الوبر....
من تكونين أيا سيدتي؟ ياالتي تحمل في قفطانها ،عندما تجلس قرب المدفأة كل تاريخ الشجر ،ياالتي حبي لها ،أمر من الله ،وعيناها قضاء وقدر......
أنت سنجاب جبان ،خائف من نفسه ،خائف من خوفه ،خائف من أي شئ في يدي أوفمي ،خائف من كل مالا ينتظر...
أنت سنجابي الحضاري الذي حررني ،من صداع الجبس في عصر الحجر ،
تاركا في جسدي ،شعرا،ونثرا،وعصافير،وقمحا،وثمر،تاركا في داخلي نصف قمر؛ أنت في لندن سنجاب رمادي الفراء ،جاء كي يبني بصدري وطنا ،بعدما حاصره ثلج الشتاء ، نط من أفق إلى أفق ،ومن غصن إلىغصن ،ومن نهر إلى رابية ،ثم ألقى عند بابي صرة من كستناء..
أنت سنجابي الذي دوخني ورماني خاتما في جوارير النساء......
قطتي ،عصفورتي ،سنجابتي ،ياالتي أرسلها الله من الغيب إليا ،أنا ما عندي إعتراض أبدا ،فاقضمي وجه المخدات ،إذا شئت..اقضمي حبة من بندق ،إن توحمت..إجعليني بين أشيائك قرطا ذهبيا.........
إلعبي بالوقت والأعصاب ،ياسيدتي ،غيري شعري ونثري ،وجذوري وسلالاتي ،وغوصي خنجرا في رئتيا ،أدخلي تحت قميصي ،أدخلي تحت شرايين يدي ،أدخلي في لغتي ،أدخلي في اللحم والاعصاب ،سيفا أمويا ،وأغسليني بينابيعك ،إني لم أكن قبلك إلا بدويا.......
حرريني من أبي زيد الهلالي الذي يسكنني ،ومن الرمل الذي يطمرني ،ومن الشوك الذي كان يغطي شفتيا ،إرفعيني لفضاءاتك ،ياسيدتي ،وانزعي عني قناعي الجاهليا ،علميني..كيف بالذهن تشم امرأه ،كيف يغدو الجنس ترتيلا ،وإنشادا ،ورسما بالاحاسيس ،وجسر قمريا.....
كل حب ياسيدتي هو فعل رقي
فأحبيني..
أحبيني..
أحبيني..
لأزداد رقيا!!...