كَعَادَتهَا زَينَبْ فِي كُلْ يَومْ أرْبِعَاءْ بعَدَ أَنْ تَأتِيِ مِنْ دَوَامَهَا وتَتَناَوَلْ وَجْبةَ الغَدَاءْ مَعَ أبْناَئَهَا سَامِرْ وَدُعَاءْ وَدَانَة تَسْتَرِيِحْ قَلِيِلاً وَبَعْدَهَا تَتَجِهْ مَعَهُمْ إِلىَ مَدِيِنَة الَمَلاهِي بِرِفْقَةْ السَائْقْ.... وَهْوَ الْيَوُمْ المُفَضَلْ لِهَؤُلاءْ الأَطْفَالْ الأشْقِيَاءْ لِيَفْرِغُوُا جَمِيْعَ مَا يَمْتلِكُونْ مِنْ طَاقَة رَائِعَة وَجَمِيلَة فَهُمْ يَلهُونْ وَيَسْتَمْتِعُونْ بِالَلعِبْ وَالَمرَحْ فِي تلِكَ المَلاهَي الصَاخِبةَ بِأصْوَاتْ الأطَفَالْ والَتِيِ تَعُجْ بالحَيَاة والحَيَوِيهَ...
وَبَيْنَمَا زَيْنَبْ جَالِسَة عَلىَ الكُرْسِي تَتَفرَجْ عَلىَ إِبْنِهَا الأَكَبَرْ سَامِرْ وَ الَذِيِ يَبْلُغْ مِنْ العُمْرْ 12 عَامَاً وَهْوَ فِي لَعْبَة (الَسَفِينَة) وَتُلَوِحْ لَهُ بِيَدِهَا وَهْيَ غَارِقَة فِي الضَحِكْ عَليْه بِسَبَبْ شِدَة خَوْفَهُ مِنْ الَلعْبَة وَالتِي لاَ يَتَرَدَدْ فِي رِكُوبِهَا كُلْ إسْبُوعْ وَبِالرَغْمْ مِنْ ذَلِكْ لاَزَالَ عَلَىَ نَفْسْ الحَالَة مِنْ الَخَوْفْ ...
أَحَسَتْ أَنَ هُناَكْ رَجُلْ يَجْلِسْ بِجَانِبِهَا وَكَأن نَظَرَاتِهْ بِهَا رِيِبَة... فَشَعَرَتْ أنَ هَذَا الرَجُلْ يَعْرِفَهَا أوْ مُشْتَبِهْ بِمَعْرِفَتَهَا ...حَاوَلَتْ أنْ تَتَمَالَكْ نَفْسَهَا وَلا تُدِيْرْ وَجْهَهَا لَهُ لَكِنْ شِدَةْ تَرْكِيزَهُ عَلَيْهَا دَفَعَهَا لَأِنْ تُدِيْرْ ظَهْرَهَا وَتَنْظِرْ فِي وَجْهِهْ عَلَهَا تَعْرِفْهْ اوَ يَكُونْ أَحَدْ أقْرِبَائِهَا البَعيَدِيِنْ..
وَمَا أَنْ وَضَعَتْ عَيْنَيْهَا فِي عَيْنَيْهْ...تَفاَجَأَتْ...!!
مَنْ....؟! أَحْمَدْ...!!
أَحْمَدْ: زَيْنَبْ....إِذَنْ لَمْ تَنْسَيْنِيِ ...لِأَِوَلْ وَهْلةَ إِعْتَقَدْتْ أَنْنَيِ مُخْطِئْ لَكِنْ الَآنْ تَأَكَدْتْ أَنَ هَذِهِ أَنْتِيِ....
لَمْ تَتَغَيْرِيْ يَا زَيْنَبْ ...لَا زِلْتِ جَمِيلَةَ ...وَلَاَ زَالَ اَلْبَريِقْ فِي عَيْنَيِكِ ...لَمْ تُخْفِيهْ اَلسِنِيْنْ وَلَمْ تُعَكِرهُ غُباَرَهَا...
زَيْنَبْ: يَااااااااهْ ياَ أَحْمَدْ ...14 سَنَة عَلَىَ فِرَاقَناَ ...وَلاَ زِلْتْ أَنْتَ أَيْضَاً كَمَاَ أَنْتَ...فَقَطْ بِضْعَ شُعَيْرَاتْ بَيْضَاءْ فِي رَأْسِكْ أَضْفَتْ عَلَىَ وَسَامَتِكَ اَلْمَزِيْدَ مِنْ اَلْوِقَارْ...
أَحْمَدْ يُشِيْرْ لِسَامِرْ: هَلْ هَذَاَ إِبْنَكِ...؟
زَيْنَبَ : نَعَمْ هُوَ إِبْنِي الَأَكْبَرْ وَهَاَتَاَنْ هُمَاَ إِبْنَتَايْ دُعاء وَدَانَة.....وَأنْتْ يَاَ أَحْمَدْ خَبْرنِي عَنْ حَيَاتِكْ أَيْنَ هُمْ أََبْنَائِكْ وَفِيِ أَيْ لِعْبَة يَلْعَبوُنْ.... كَمْ أَنَاَ مُتَشَوِقَةَ لِأَرَاهُمْ ....؟
خَيَمَ اَلْصَمْتْ عَلَىَ أَحْمَدْ وَشَعَرْ بِِغََصَة فِي حَلْقِة وَلَمْْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَكَلمْ....
زَيْنَبْ : مَا بِكَ يَا أَحْمَدْ ...؟!!
أَحْمَدْ: لَمْ أَنْجِبْ أَوُلاَدْ ...أَنَاَ عَقِيِمْ يَاَ زَيْنَبْ...
شَعَرَتْ زَيْنَبْ باِنْقِبَاضْ قَلْبَهَا وَأَحَسَتْ وَكَأَنَ أَحْمَدْ وَجْهَهَ لَهَا صَفْعَة عَلَىَ وَجْهَهَاَ...
زَيْنَبْ: مَاذَا تَقُوُلْ يَا أَحْمَدْ....!!!!
أَنَا آسِفَةَ .
أَحْمَدْ : لَاَ عَلَيْكْ يَا زَيْنَبْ... لَاَ مُشْكِلَة فَكُلْ هَذِهِ الَسَنوَاتْ وَأنَاَ صَابِرْ ......
خَيَمَ الَصَمْتْ عَلىَ أَحْمَدْ وَزَيْنَبْ وَهُمَا يَتَفَرَجَا عَلَى الَأَطْفَالْ وَهُمْ يَلْعَبوُنْ وَيَمْرَحُوُنْ...
زَيْنَبْ تَنْظُرْ فِيِ عَيْنَيْ أَحْمَدْ وَهُمَا مَلِيِئَتَيْنْ بِالْكَآبَة وَالَيَأسْ ... وَتكَاَدْ تُشَارِكَهُ حِزْنَهُ وَكَأَنَ الَأَياَمْ اَلْجَمِيلَة بِبَرَاءَتهَا عَادَتْ مَعَ تِلْكْ الْعِيُونْ العَسَلِيِهَ اَلْبَائِسَةَ لِأَحْمَدْ...
أَحْمَدْ : أَرَىَ فِي عَيْنَيْكِ إِسْتِغْرَابْ مِنْ وِجُوُدِيِ هُنَاَ وَأَناَ لَيْسَ لَدَيْ أَطْفاَلْ...!!
آتِيِ هُنَا كُلْ يَوُمْ بَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيِ اَلْدَوَامْ لِأَقْضِي سَاعَةَ مِنْ اَلْزَمَنْ أََتفَرَجْ عَلىَ هَُؤلاَءْ اَلْمَلَائِكَة وَهُمْ يَلْعَبُوُنْ وَبَعْدَهَا أَعُوُدْ بِخَيْبَة أَمَلِي وَحَسْرَتِي لِلْمَنْزِلْ..
هَلْ تَذْكِرِيِنْ يَِاَ زَيْنَبْ.....
هَلْ تَذْكِرِيِنْ عِنْدَمَا خَطَطْناَ أََنْ نَتَزَوَجْ وَنُنْجِبْ أَطْفَالْ كَثِِيْرُوُنْ ....وَأَنْتِ كُنْتِ تُعَارضِي رَأْيِيِ وَتَقُوًلِي سَتَكْتَفِي بإِنْجَابْ ثَلَاثَة أَطْفَالْ فَقَطْ...وَهَا أنتِ فَعَلْتِهَاَ....
هَلْ تَذْكُرِيْنْ حِوَارَنَا اَلْبَرِيءْ يَا زَيْنَبْ وَكَيْفَ كُناَ نَشْعِرْ أَنَناَ مُرَاهِقِينْ نُحِبَ بَعْضَنَا....
أِنْظُرِيْ حَوْلَكِ ...وَإَنْظُرِيِ حَوْلِي يَا زَيْنَبْ...أَلَاَ تَرَيْنْ كَيْفَ تَغَيَرَ حَالَكِ وَكَيْفَ بَقِيْتْ أَنَاَ عَلَىَ حَالَي...
هَلْ تَتَذَكَرِيْنْ كَيْفَ كُنْتْ أَعْشَقْ أَطْفَالْ أَخِي وَأَغْلَبْ حَدِيْثِي مَعَكِ حَوْلَهُمْ وَكَيْفَ كَنْتْ أَلْعَبْ وَأَمْرَحْ مَعَهُمْ.... وَهَلْ تَذْكِرِيْنْ عِنْدَمَا كُنْتْ أَجْمَعْ مَصْرُوُفِي لِأَشْتَرِيْ لَهُمْ نِهَايَة كُلْ شَهْرْ اِلْْعَاَبْ كَاَنَوْا يَتَمَنَوْنَهَا...
حَدِثِيْنِي عَنْ اَلَشْعُوُرْ بِالْأِمُوُمَة يَا زَيْنَبْ وَكَيْفَ هُوَ طَعْمَهْ ...حَدِثِي اَلْعَقِيِمْ عَنْ إِحْسَاَسْ لَنْ يَتَذَوَقهْ يَا زَيْنَبْ..
زَيْنَبْ : كَفَاكْ حَدِيْثْ يَا أَحْمَدْ ...قَدَرَ الله َوَمَا شَاءَ فَعَلْ وَكُلاً مِنَا أَخَذَ نَصِيَبْه فِي هَذِهِ اَلْحَياَة...
أَحْمَدْ: صَحِيِحْ يَا زَيْنَبْ كُلْ إِنْسَانْ يَأْخُذْ نَصِيَبهْ ....
وَمَنْ لَيْسَ لَهُ نَصِيْبْ يَا زَيْنَبْ...!!... حَياَتِي عَقيِمَة كَمَا أنَا يَا زَيْنَبْ...
تَرَكَ أَحْمَدْ اَلْكُرْسِي وَزَيْنَبْ دُوُنَ وَدَاعْ وَخَرَجَ مِنْ مَدِيْنَة الَمَلَاهِي لِيَتَجِهْ لِمَنْزِلِهْ وَاَلَذِيِ لَطَالَمَاَ اِعْتَبَرَهْ وَكِرْ أَشْبَاحْ لَاَ حَيَاةَ فِيِهْ ...